عمر المختار
هو عُمر بن مختار بن عُمر المنفي (20 أغسطس 1861 - 16 سبتمبر 1931)، ولد في برقة، وشهرته عمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين
تربي عمر المختار تربيةً إسلاميَّة حميدة مستمدة من تعاليم الحركة السنوسية القائمة على القرآن والسنَّة النبويَّة، ولم يُعايش عمر المختار والده طويلًا، إذ حدث أن توفي والده وهو في طريقه إلى مدينة مكَّة لأداء فريضة الحج
هو مقاوم ليبي قاوم الغزو الإيطالي للبلاد عام 1931 لأكثر من عشرين عامًا في معارك كثيرة إلي إن ألقوا القبض عليه وحاكموه محاكمة صورية ليس أكثر وحُكِك عليه بالاعدام شنقًا وكان يبلغ حينها 73 عامًا وذلك لاضعاف الروح المعنوية للمحاربين الليبين ،ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد أشتدت وتيرة الثورات بعدها وزادت حدتها إلي ان طُرد الطليان من البلاد وهُزموا شر هزيمة .
أشتهر عمر بالكثير من الصفات القيادية من صغره مثل الجديّة والحزم والصبر والمثابرة ولفت ذلك أنظار أساتذته وزملائه واكتسب الكثير من العلوم الدينية وشيئًا ليس بالقليل من العلوم الدنيوية وكان خبيرًا بمسالك الصحراء ، وكان يعرف سمة كل قبيلة، وهي السمات التي توضع على الإبل والأغنام والأبقار لوضوح ملكيتها لأصحابها
عندما أعلنت إيطاليا الحرب علي الدولة العثمانية أسس معسكرًا خاصًا له ثم التحق بعد ذلك بالجيش العثماني، ثم وجد عمر المُختار نفسه قد تحوَّل من مُعلّم للقرآن إلى مُجاهد يُقاتل في سبيل بلاده ودينه لدفع الاحتلال عنها.
وكان قد اكتسب خبرة كبيرة في أساليب وتكتيكات الحروب الصحراويَّة أثناء قتاله الفرنسيين في تشاد، وكان له معرفة سابقة بجغرافيَّة الصحراء وبدروبها ومسالكها وكل ما يتعلَّق بها، فاستغل هذه المعرفة وتلك الخبرة ليحصل على الأفضليَّة دومًا عند مجابهته الجنود الإيطاليون غير العارفين بحروب الصحراء وغير المعتادين على قيظها وجفافها.
أخذ المختار يقود رجاله في حملاتٍ سريعة على الكتائب العسكرية الإيطاليَّة، فيضربوهم ضرباتٍ موجعة ثمَّ ينسحبون بسرعة إلى قلب الصحراء. عمل المجاهدون الليبيّون على مهاجمة الثكنات العسكريَّة الواقعة على أطراف الصحراء، وإيقاع الرتل وراء الرتل في كمين، وقطع طرق المواصلات والإمدادات على الجيش الإيطالي، وقد أصابت هذه الهجومات المسؤولين العسكريين الإيطاليين بالذهول في غير مرَّة، وأُحرج الجيش الإيطالي أمام الرأي العام في بلاده بعد أن لم يتمكن من إخماد حركة بعض الثوَّار البدو غير المدربين عسكريًّا.
حدثت بعد ذلك مفاوضات بين الجانبين لكنها باءت بالفشل شرعت بعدها السلطات الايطالية في عمل اجراءات قمعية وقررت توقيع عقوبة الاعدام علي كل من يتعلق او يتصل بالثوار وأعلنت عن جائزة مقابل جلب عمر المختار إليهم
اعتقاله : تم ذلك في 11 سبتمبر عام 1993
نُقلت برقية من موريتي، النبأ إلى كلٍ من وزير المستعمرات دي بونو وحاكم ليبيا بادوليو والفريق أوَّل غراتسياني، جاء فيها: «تمَّ القبض على عمر المختار.. في عملية تطويق بوادي بوطاقة جنوب البيضاء. وقد وصل مساء الأمس إلى سوسة الكومنداتور دودياتشي الذي تعرف عليه ووجده هادئ البال ومطمئنًا لمصيره، الخسائر التي تكبدها المتمردون هي 14 قتيلًا». تحدَّث بعض السياسيين مع عمر المختار ووجهوا إليه الاسئلة، فكان يجيب بكل هدوء وبصوت ثابت وقوي دون أي تأثر بالموقف الذي هو فيه.
وصل غراتسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غراتسياني في الحديث مع عمر المختارودارت بينهما مناقشة اهمها:
غراتسياني : لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشيَّة؟
أجاب المختار : من أجل ديني ووطني
غراتسياني : ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟
..فأجاب المختار: لا شيء إلَّا طردكم؛ لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرضٌ علينا وما النصر إلا من عند الله
غراتسياني : لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟
فأجاب المختار: لا يُمكنني أن أعمل أي شيء، وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلَّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نُلقي السلاح.
ويستطرد غراتسياني حديثه : «عندما وقف ليتهيأ للانصراف، كان جبينه وضاء كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض المعارك والحروب العالميَّة، والصحراويَّة، ولُقبت بأسد الصحراء، ورُغم هذا فقط كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنبس بحرفٍ واحد، لقد خرج من مكتبي كما دخل عليّ وأنا أنظر إليه بكل إعجاب وتقدير
وعند تنفيذ حكم الاعدام سار الي المنصة وهو ينطق الشهادتين مكبّل اليدين وعُلّق علي المشنقة وفارق الحياة وقيل انه قبل اعدامه كان يتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة .. ارجعي إلي ربك راضية مرضية
حصد عمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، رثا عدد من الشعراء المختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان "أسد الصحراء"، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي الأمريكي "أنطوني كوين" دور عمر المختار
Done By:
هو عُمر بن مختار بن عُمر المنفي (20 أغسطس 1861 - 16 سبتمبر 1931)، ولد في برقة، وشهرته عمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين
تربي عمر المختار تربيةً إسلاميَّة حميدة مستمدة من تعاليم الحركة السنوسية القائمة على القرآن والسنَّة النبويَّة، ولم يُعايش عمر المختار والده طويلًا، إذ حدث أن توفي والده وهو في طريقه إلى مدينة مكَّة لأداء فريضة الحج
هو مقاوم ليبي قاوم الغزو الإيطالي للبلاد عام 1931 لأكثر من عشرين عامًا في معارك كثيرة إلي إن ألقوا القبض عليه وحاكموه محاكمة صورية ليس أكثر وحُكِك عليه بالاعدام شنقًا وكان يبلغ حينها 73 عامًا وذلك لاضعاف الروح المعنوية للمحاربين الليبين ،ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد أشتدت وتيرة الثورات بعدها وزادت حدتها إلي ان طُرد الطليان من البلاد وهُزموا شر هزيمة .
أشتهر عمر بالكثير من الصفات القيادية من صغره مثل الجديّة والحزم والصبر والمثابرة ولفت ذلك أنظار أساتذته وزملائه واكتسب الكثير من العلوم الدينية وشيئًا ليس بالقليل من العلوم الدنيوية وكان خبيرًا بمسالك الصحراء ، وكان يعرف سمة كل قبيلة، وهي السمات التي توضع على الإبل والأغنام والأبقار لوضوح ملكيتها لأصحابها
عندما أعلنت إيطاليا الحرب علي الدولة العثمانية أسس معسكرًا خاصًا له ثم التحق بعد ذلك بالجيش العثماني، ثم وجد عمر المُختار نفسه قد تحوَّل من مُعلّم للقرآن إلى مُجاهد يُقاتل في سبيل بلاده ودينه لدفع الاحتلال عنها.
وكان قد اكتسب خبرة كبيرة في أساليب وتكتيكات الحروب الصحراويَّة أثناء قتاله الفرنسيين في تشاد، وكان له معرفة سابقة بجغرافيَّة الصحراء وبدروبها ومسالكها وكل ما يتعلَّق بها، فاستغل هذه المعرفة وتلك الخبرة ليحصل على الأفضليَّة دومًا عند مجابهته الجنود الإيطاليون غير العارفين بحروب الصحراء وغير المعتادين على قيظها وجفافها.
أخذ المختار يقود رجاله في حملاتٍ سريعة على الكتائب العسكرية الإيطاليَّة، فيضربوهم ضرباتٍ موجعة ثمَّ ينسحبون بسرعة إلى قلب الصحراء. عمل المجاهدون الليبيّون على مهاجمة الثكنات العسكريَّة الواقعة على أطراف الصحراء، وإيقاع الرتل وراء الرتل في كمين، وقطع طرق المواصلات والإمدادات على الجيش الإيطالي، وقد أصابت هذه الهجومات المسؤولين العسكريين الإيطاليين بالذهول في غير مرَّة، وأُحرج الجيش الإيطالي أمام الرأي العام في بلاده بعد أن لم يتمكن من إخماد حركة بعض الثوَّار البدو غير المدربين عسكريًّا.
حدثت بعد ذلك مفاوضات بين الجانبين لكنها باءت بالفشل شرعت بعدها السلطات الايطالية في عمل اجراءات قمعية وقررت توقيع عقوبة الاعدام علي كل من يتعلق او يتصل بالثوار وأعلنت عن جائزة مقابل جلب عمر المختار إليهم
اعتقاله : تم ذلك في 11 سبتمبر عام 1993
نُقلت برقية من موريتي، النبأ إلى كلٍ من وزير المستعمرات دي بونو وحاكم ليبيا بادوليو والفريق أوَّل غراتسياني، جاء فيها: «تمَّ القبض على عمر المختار.. في عملية تطويق بوادي بوطاقة جنوب البيضاء. وقد وصل مساء الأمس إلى سوسة الكومنداتور دودياتشي الذي تعرف عليه ووجده هادئ البال ومطمئنًا لمصيره، الخسائر التي تكبدها المتمردون هي 14 قتيلًا». تحدَّث بعض السياسيين مع عمر المختار ووجهوا إليه الاسئلة، فكان يجيب بكل هدوء وبصوت ثابت وقوي دون أي تأثر بالموقف الذي هو فيه.
وصل غراتسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد "المحكمة الخاصة" يوم 15 سبتمبر 1931، وفي صبيحة ذلك اليوم وقبل المحاكمة رغب غراتسياني في الحديث مع عمر المختارودارت بينهما مناقشة اهمها:
غراتسياني : لماذا حاربت بشدَّة متواصلة الحكومة الفاشيَّة؟
أجاب المختار : من أجل ديني ووطني
غراتسياني : ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟
..فأجاب المختار: لا شيء إلَّا طردكم؛ لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرضٌ علينا وما النصر إلا من عند الله
غراتسياني : لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم؟
فأجاب المختار: لا يُمكنني أن أعمل أي شيء، وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلَّنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلّم أو نُلقي السلاح.
ويستطرد غراتسياني حديثه : «عندما وقف ليتهيأ للانصراف، كان جبينه وضاء كأنَّ هالة من نور تُحيط به، فارتعش قلبي من جلالة الموقف، أنا الذي خاض المعارك والحروب العالميَّة، والصحراويَّة، ولُقبت بأسد الصحراء، ورُغم هذا فقط كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنبس بحرفٍ واحد، لقد خرج من مكتبي كما دخل عليّ وأنا أنظر إليه بكل إعجاب وتقدير
وعند تنفيذ حكم الاعدام سار الي المنصة وهو ينطق الشهادتين مكبّل اليدين وعُلّق علي المشنقة وفارق الحياة وقيل انه قبل اعدامه كان يتمتم بالآية الكريمة "يا أيتها النفس المطمئنة .. ارجعي إلي ربك راضية مرضية
حصد عمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، رثا عدد من الشعراء المختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان "أسد الصحراء"، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي الأمريكي "أنطوني كوين" دور عمر المختار
Done By: