تحالف الحواس
كان علماء الجهاز العصبي يفكرون في أن الدماغ بوصفه عضوا يحتوي علي مناطق مختلفة مخصصة حصرًا لأشكال متباينة من الادراك الحواسي كالبصر والسمع والشضم والذوق واللمس
وفي العقود الثلاثة الماضية كشفت دراسات علم النفس وأبحاث العلوم العصبية أن الدماغ هو عضو متعدد الحواس إلي حد بعيد ، لا يتوقف عن خلط المعلومات الواردة إليه من الحواس المختلفة بعضها ببعض
ولم تغير ثورة الحواس المتعددة طريقة فهم العلماء لوظائف الدماغ فحسب بل أوحت أيضًا طرق جديدة لمساعدة العميان والصم .
إن حواسنا لديها قدرة هائلة علي التعاون مع بعضها البعض ، فمثلا ما نسمعه يتوقف إلي حد كبير علي ما نراه ونشعر به
في اواخر السبعينيات تعاقدت الوكالة FBI مع امرأة صماء تدعي "توماس" نظرًا لان الصم يكونون أكثر قدرة علي التركيز من غيرهم أثناء القيام بهذه المهمة الدقيقة حيث عرضوا عليها في الـ FBI شريط فيديو صامت يظهر فيه المشتبه بهم يتحدثان وطلبوا منها فك شيفرة حديثهما ولاحظوا أنها بارعة في فك لغة الشفاة دون عناء يُذكر حيث أفادت انهما تورطا مع عصابة مقامرة خارجة عن القانون .. لكن كثرة ممارسة قراءة لغة الشفاة هو ما صقل من مهارتها وجعلها بارعة فييها
إن تعلم ادراك الكلام بأعيننا هو وآذاننا هو عامل حيوي في عملية التطور النموذجي للكلام فالاطفال العميان يحتاجون لزمن طويل لتعلم جوانب معينة في الكلام نظرًا لانهم لا يستطيعون رؤية أفواه المتكلمين
وحواسنا ترتبط ببعضها ارتباط وثيق جدًا فالقشرة البصرية قادرة علي تفسير المعلومات الحواسية الاخري بجانب وظيفتها الرئيسية المعنية بالرؤية .. مثلا إذا عصّبنا عيني شخص لمدة 90 دقيقة فإن الشخص تزداد قدرته علي الاحساس باللمس عبر قشرته البصرية ،كما أكدت التجارب العملية والابحاث أن القشرة البصرية للعميان تُعيد هيكلة نفسها بطريقة تجعلها صالحة للسمع .
إن الابحاث العلمية في السنوات الاخير أثبتت أن أيًا من حواسنا لا يعمل وحدهوهذا أوحي للعلماء بابتكار طرقًا جديدة لمساعدة العميان والصمّ
وهناك أيضًا ادراك مختلط للحواس .. فمعظمنا يعرف أن الشم يُشكّل أحد المكونات الرئيسية لحاسة التذوق إلّا أن الابحاث الاخيرة
وضّحت أن هناك من المرئيات والاصوات ما يؤثر في ادراكنا للنكهة ،وهو ما أثبته العماء في دراستهم لشراب برتقالي المذاق وأن طعمه يتغير لطعم الكرز بعد تلوينه باللون الاحمر والعكس صحيح
وأخيرًا بات العلماء منذ عقود قليلة يدركون أن هناك مناطق معينة في الدماغ تقوم بدمج المعلومات التي ترِد اليها من حواس متمايزة ، وأن احدي هذه المناطق يمكنها أن تقوم مثلا بخلط المعلومات البصرية بالادراك البدني الحسي كاللمس والحرارة وقد ثبت في النهاية أن الادراك المتعدد الحواس بوصفه يشكل جانبا من جوانب هندسة الدماغ العصبية وهو أكثر شيوعًا بكثير مما كان يعتقده الباحثون سابقًا ،الامر الذي يشير إلي أن الدماغ تطور لدي الجنس البشري لتحفيز الحوار المتعدد الحواس
Scientific American المصدر / مجلة
-: إعداد
كان علماء الجهاز العصبي يفكرون في أن الدماغ بوصفه عضوا يحتوي علي مناطق مختلفة مخصصة حصرًا لأشكال متباينة من الادراك الحواسي كالبصر والسمع والشضم والذوق واللمس
وفي العقود الثلاثة الماضية كشفت دراسات علم النفس وأبحاث العلوم العصبية أن الدماغ هو عضو متعدد الحواس إلي حد بعيد ، لا يتوقف عن خلط المعلومات الواردة إليه من الحواس المختلفة بعضها ببعض
ولم تغير ثورة الحواس المتعددة طريقة فهم العلماء لوظائف الدماغ فحسب بل أوحت أيضًا طرق جديدة لمساعدة العميان والصم .
إن حواسنا لديها قدرة هائلة علي التعاون مع بعضها البعض ، فمثلا ما نسمعه يتوقف إلي حد كبير علي ما نراه ونشعر به
في اواخر السبعينيات تعاقدت الوكالة FBI مع امرأة صماء تدعي "توماس" نظرًا لان الصم يكونون أكثر قدرة علي التركيز من غيرهم أثناء القيام بهذه المهمة الدقيقة حيث عرضوا عليها في الـ FBI شريط فيديو صامت يظهر فيه المشتبه بهم يتحدثان وطلبوا منها فك شيفرة حديثهما ولاحظوا أنها بارعة في فك لغة الشفاة دون عناء يُذكر حيث أفادت انهما تورطا مع عصابة مقامرة خارجة عن القانون .. لكن كثرة ممارسة قراءة لغة الشفاة هو ما صقل من مهارتها وجعلها بارعة فييها
إن تعلم ادراك الكلام بأعيننا هو وآذاننا هو عامل حيوي في عملية التطور النموذجي للكلام فالاطفال العميان يحتاجون لزمن طويل لتعلم جوانب معينة في الكلام نظرًا لانهم لا يستطيعون رؤية أفواه المتكلمين
وحواسنا ترتبط ببعضها ارتباط وثيق جدًا فالقشرة البصرية قادرة علي تفسير المعلومات الحواسية الاخري بجانب وظيفتها الرئيسية المعنية بالرؤية .. مثلا إذا عصّبنا عيني شخص لمدة 90 دقيقة فإن الشخص تزداد قدرته علي الاحساس باللمس عبر قشرته البصرية ،كما أكدت التجارب العملية والابحاث أن القشرة البصرية للعميان تُعيد هيكلة نفسها بطريقة تجعلها صالحة للسمع .
إن الابحاث العلمية في السنوات الاخير أثبتت أن أيًا من حواسنا لا يعمل وحدهوهذا أوحي للعلماء بابتكار طرقًا جديدة لمساعدة العميان والصمّ
وهناك أيضًا ادراك مختلط للحواس .. فمعظمنا يعرف أن الشم يُشكّل أحد المكونات الرئيسية لحاسة التذوق إلّا أن الابحاث الاخيرة
وضّحت أن هناك من المرئيات والاصوات ما يؤثر في ادراكنا للنكهة ،وهو ما أثبته العماء في دراستهم لشراب برتقالي المذاق وأن طعمه يتغير لطعم الكرز بعد تلوينه باللون الاحمر والعكس صحيح
وأخيرًا بات العلماء منذ عقود قليلة يدركون أن هناك مناطق معينة في الدماغ تقوم بدمج المعلومات التي ترِد اليها من حواس متمايزة ، وأن احدي هذه المناطق يمكنها أن تقوم مثلا بخلط المعلومات البصرية بالادراك البدني الحسي كاللمس والحرارة وقد ثبت في النهاية أن الادراك المتعدد الحواس بوصفه يشكل جانبا من جوانب هندسة الدماغ العصبية وهو أكثر شيوعًا بكثير مما كان يعتقده الباحثون سابقًا ،الامر الذي يشير إلي أن الدماغ تطور لدي الجنس البشري لتحفيز الحوار المتعدد الحواس
Scientific American المصدر / مجلة
-: إعداد