الدين والخرافة
عندما توفي ابراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام حزن عليه حزنا شديدا كأي أب يفقد فلذة كبده
وبعد أن واراه في التراب ذرف عليه الدموع وحزن الصحابة علي حزن النبي،وقد تصادف في هذا الوقت ان كسفت الشمس ،وهذه ظاهرة كونية يعرفها الفلكيون منذ القدم
"ولكن بعض الصحابة قالوا بحسن النية "لقد كسفت الشمس مشاركة في الحزن علي موت ابراهيم
وعلي الرغم مما كان عليه النبي من الحزن الشديد الا ان ذلك لم يمنعه من التصدي لهذه الخرافة حتي لا تنتشر بين الناس، وقال في حسم قاطع "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان ولا يكسفان لا لموت احد ولا لحياة أحد" . رواه البخاري في صحيحه
تذكرت ذلك عندما سمعت عن بعض الخرافات السائدة بين الناس وعجبت من سرعة انتشار هذه الخرافات ، فبين الحين والآخر تنشر الصحف اخباراً عن العثور علي ثمرة من ثمار الفاكهة او غيرها مكتوب عليها لفظ الجلالة أو صيغة الشهادة أو اسم محمد، وغير ذلك من قصص وروايات خرافية تنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم.
وكل ذلك قد يكون من قبيل المصادفات التي لا تعني شيئاً، وقد يكون بفعل فاعل للترويج لها والتربح من ورائها مادياً أو معنوياً.
ولا شك في أن تصديق جماهير الناس لمثل هذه الخرافات يدل-للاسف الشديد- علي افتقاد العقلية الناقدة ، وبالتالي الانسايق بسهولة وراء الشائعات والخرافات التي لا نصيب لها من الحقيقة والمصداقية.
والسؤال المُلح في هذا الصدد:هل الاسلام كدين في حاجة لمثل هذه الخرافات للدلالة علي صحته؟ غن الحقيقة التي لا شك فيها أن زمن المعجزات قد انتهي بوفاة آخر نبي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال الي نورالحق والعلم والمعرفة . ومن هنا نفهم لماذا بدأ الوحي القرآني بالأمر بالقراءة والاشادة بالعلم وبالقلم الذي هو وسيلة تدوين العلم وبالانسان حامل هذا العلم.
إن هذا الاهتمام ليس من قبيل المصادفة ،وإنما هو اهتمام مقصود وله دلالة كبيرة .فقد أراد الله بذلك من بادئ الامر أن يلفت نظر الناس الي مفاتيح الحضارة قبل ان يحدثهم عن أي شئ آخر .فإذا احتهدوا وتمكنوا من امتلاك هذه المفاتيح كان في وسعهم بناء الحضارة –التي هي مسئولية الانسان-كما أشار القرآن إلي ذلك "هُوَ أًنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستعَمَرَكُم فِيهَا" سورة هود: 61
أما الكرامة التي قد تظهر علي يد ولي من أولياء الله الصالحين فإن الولي الحقيقي لا يجوز ان يفشي سر ما يظهر علي يديه من كرامات أو أن يعلن عنها او ان يتحدث بها حتي لا يغتر الناس بها وتكون سبباً في انتشار الخرافات بينهم .
وما أكثر ما ينتشر بين عامة الناس من ألوان الدجل والشعوذات ،وما يصنعه الدجالون من وسائل لفك السحر وزيادة المحبة أو الكراهية أو طرد الجن والتي –للأسف الشديد- تجد لها سوقاً رائجة في اوساط العامة،وكلها امور يحاربها الدين ويأباها العلم ويرفضها العقل.
ومن هنا كان اهتمام الاسلام اهتماماً بالغاً العقل وضرورة تمكينه من أدراء دوره كاملاً في حياة الناس،كما اهتم بالعلم وجعله فريضة من فرائض الاسلام علي كل مسلم ومسلمة .وجعل مداد العلماء مساوياً لدماء الشهداء،كما وصف العلماء بأنهم اخشي الناس لله ،لانهم الذين يدركون أكثر من غيرهم أسرار الخلق وجمال الكون وعظمة الخالق.
وإذا كان الاسلام يشجع العلم والعلماء فإنه كذلك يرفض الجهل وما يجرُّه وراءه من الجري وراء الخرافات والدجل والشعوذات ،ولا يقر إلا ما يتفق مع العقل والمنطق،فهذا هو مايليق بالانسان خليفة الله في الارض الذي كلفه بعمارتها وصنع الحضارة فيها ،ولا حضارة بدون علم ولا علم بدون عقل .
وقد أشار الشيخ محمد عبده إلي دور الاسلام الحاسم في مال تحرير الفكر من أغلاله وقيوده حيث
أطلق سلطان العقل من كل ما كان يقيّده،وخلّصه من كل تقليد كان يستعبده،و رُدّه الي مملكته يقض فيها بحكمه وحكمته" .
وإذا كان هذا هو موقف الاسلام منذ قرون في وقت كان العلم لا يزال يحبو فيه لكشف أسرار الكون،فما بالنا نحن الذين عيش في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا،
!وأي عذر لنا يحملنا علي الجري وراء الاوهام والتصديق بالخرافات؟
لقد آن الأوان لأن نكف عن هذ العبث الذي يريد البعض من وراءه شغل عامة الناس بما لايفيد والإبقاء عليهم في حالة التخلف والجمود .
ولا خلاص لأمتنا إلا بالعلم وحقائقه والعقل ومقرراته،مع التأكيد بأن ذلك لا يتعارض بأي حال من الاحوال مع تعاليم الدين الصحيحة ،لأن الاسلام –كما يقول الشيخ محمد عبده أيضاً-"لا يعتمد علي شئ سوي الدليل العقلي ،والفكر الإنساني الذي يجري علي نظامه الفطري.فلا يُدهشك بخارق العادة،ولا يُغشي بصرك بأطوار غير معتادة،ولا يُخرس لسانك بقارعة سماوية ،ولا يقطع حركة فكرك بصيحة إلهية" .
وبعد أن واراه في التراب ذرف عليه الدموع وحزن الصحابة علي حزن النبي،وقد تصادف في هذا الوقت ان كسفت الشمس ،وهذه ظاهرة كونية يعرفها الفلكيون منذ القدم
"ولكن بعض الصحابة قالوا بحسن النية "لقد كسفت الشمس مشاركة في الحزن علي موت ابراهيم
وعلي الرغم مما كان عليه النبي من الحزن الشديد الا ان ذلك لم يمنعه من التصدي لهذه الخرافة حتي لا تنتشر بين الناس، وقال في حسم قاطع "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان ولا يكسفان لا لموت احد ولا لحياة أحد" . رواه البخاري في صحيحه
تذكرت ذلك عندما سمعت عن بعض الخرافات السائدة بين الناس وعجبت من سرعة انتشار هذه الخرافات ، فبين الحين والآخر تنشر الصحف اخباراً عن العثور علي ثمرة من ثمار الفاكهة او غيرها مكتوب عليها لفظ الجلالة أو صيغة الشهادة أو اسم محمد، وغير ذلك من قصص وروايات خرافية تنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم.
وكل ذلك قد يكون من قبيل المصادفات التي لا تعني شيئاً، وقد يكون بفعل فاعل للترويج لها والتربح من ورائها مادياً أو معنوياً.
ولا شك في أن تصديق جماهير الناس لمثل هذه الخرافات يدل-للاسف الشديد- علي افتقاد العقلية الناقدة ، وبالتالي الانسايق بسهولة وراء الشائعات والخرافات التي لا نصيب لها من الحقيقة والمصداقية.
والسؤال المُلح في هذا الصدد:هل الاسلام كدين في حاجة لمثل هذه الخرافات للدلالة علي صحته؟ غن الحقيقة التي لا شك فيها أن زمن المعجزات قد انتهي بوفاة آخر نبي أرسله الله رحمة للعالمين ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال الي نورالحق والعلم والمعرفة . ومن هنا نفهم لماذا بدأ الوحي القرآني بالأمر بالقراءة والاشادة بالعلم وبالقلم الذي هو وسيلة تدوين العلم وبالانسان حامل هذا العلم.
إن هذا الاهتمام ليس من قبيل المصادفة ،وإنما هو اهتمام مقصود وله دلالة كبيرة .فقد أراد الله بذلك من بادئ الامر أن يلفت نظر الناس الي مفاتيح الحضارة قبل ان يحدثهم عن أي شئ آخر .فإذا احتهدوا وتمكنوا من امتلاك هذه المفاتيح كان في وسعهم بناء الحضارة –التي هي مسئولية الانسان-كما أشار القرآن إلي ذلك "هُوَ أًنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستعَمَرَكُم فِيهَا" سورة هود: 61
أما الكرامة التي قد تظهر علي يد ولي من أولياء الله الصالحين فإن الولي الحقيقي لا يجوز ان يفشي سر ما يظهر علي يديه من كرامات أو أن يعلن عنها او ان يتحدث بها حتي لا يغتر الناس بها وتكون سبباً في انتشار الخرافات بينهم .
وما أكثر ما ينتشر بين عامة الناس من ألوان الدجل والشعوذات ،وما يصنعه الدجالون من وسائل لفك السحر وزيادة المحبة أو الكراهية أو طرد الجن والتي –للأسف الشديد- تجد لها سوقاً رائجة في اوساط العامة،وكلها امور يحاربها الدين ويأباها العلم ويرفضها العقل.
ومن هنا كان اهتمام الاسلام اهتماماً بالغاً العقل وضرورة تمكينه من أدراء دوره كاملاً في حياة الناس،كما اهتم بالعلم وجعله فريضة من فرائض الاسلام علي كل مسلم ومسلمة .وجعل مداد العلماء مساوياً لدماء الشهداء،كما وصف العلماء بأنهم اخشي الناس لله ،لانهم الذين يدركون أكثر من غيرهم أسرار الخلق وجمال الكون وعظمة الخالق.
وإذا كان الاسلام يشجع العلم والعلماء فإنه كذلك يرفض الجهل وما يجرُّه وراءه من الجري وراء الخرافات والدجل والشعوذات ،ولا يقر إلا ما يتفق مع العقل والمنطق،فهذا هو مايليق بالانسان خليفة الله في الارض الذي كلفه بعمارتها وصنع الحضارة فيها ،ولا حضارة بدون علم ولا علم بدون عقل .
وقد أشار الشيخ محمد عبده إلي دور الاسلام الحاسم في مال تحرير الفكر من أغلاله وقيوده حيث
أطلق سلطان العقل من كل ما كان يقيّده،وخلّصه من كل تقليد كان يستعبده،و رُدّه الي مملكته يقض فيها بحكمه وحكمته" .
وإذا كان هذا هو موقف الاسلام منذ قرون في وقت كان العلم لا يزال يحبو فيه لكشف أسرار الكون،فما بالنا نحن الذين عيش في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا،
!وأي عذر لنا يحملنا علي الجري وراء الاوهام والتصديق بالخرافات؟
لقد آن الأوان لأن نكف عن هذ العبث الذي يريد البعض من وراءه شغل عامة الناس بما لايفيد والإبقاء عليهم في حالة التخلف والجمود .
ولا خلاص لأمتنا إلا بالعلم وحقائقه والعقل ومقرراته،مع التأكيد بأن ذلك لا يتعارض بأي حال من الاحوال مع تعاليم الدين الصحيحة ،لأن الاسلام –كما يقول الشيخ محمد عبده أيضاً-"لا يعتمد علي شئ سوي الدليل العقلي ،والفكر الإنساني الذي يجري علي نظامه الفطري.فلا يُدهشك بخارق العادة،ولا يُغشي بصرك بأطوار غير معتادة،ولا يُخرس لسانك بقارعة سماوية ،ولا يقطع حركة فكرك بصيحة إلهية" .